مسلسل فلّوجة يثير غضب الأهالي في تونس

 

أثار مسلسل يحمل اسم فلّوجة موجة غضب واسعة في تونس، بعد عرض أولى حلقاته عبر فضائية الحوار التونسية، إلى أن وصل الأمر إلى حد المطالبات بإيقاف عرضه بصورة عاجلة.

ووصف روّاد منصات التواصل الاجتماعي، مسلسل فلّوجة بأنه مسوّق للانحطاط الأخلاقي للشباب والبذاءة وخارج عن حدود الأدب ويسيء لسمعة العائلة التونسية.

ويدور مسلسل فلّوجة، حول الجوانب الخفية للحياة الدرسية بداخل المؤسسات التعليمية والتركيز على ما يسودها هناك من انحراف وعنف وترويج للمخدرات والعلاقات بين الجنسين في المحيط المدرسي.

بدوره، اعتبر وزير التربية التونسي، علي البوغديري، مسلسلّ فلّوجة يسيء للنظام التعليمي في تونسي وللتلاميذ، منتقدًا اختيار حلول شهر رمضان لبدء عرض العمل، لافتًا إلى أن الوزارة ستّتخذ كل الإجراءات من أجل إيقاف ما أسماها بالمهزلة التي أساءت للعائلات.

وقال وزير التربية "إن مسلسل فلّوجة ضرب الأسرة التربوية بالعمق، وهو سيء لأبعد الحدود".

في حين تقدّم عدد من المحامين التونسيين بعريضة إلى المحكة من أجل وقف بث ما تبقى من حلقات للمسلسل.

وتتضمن العريضة على أن" هذا العمل الدرامي يتعمد ضرب الأخلاق والتربية من خلال تعمّد نشر البذاءة إفساد عقلية جيل الغد".

واسم فلّوجة الذي أطلقته كاتبة المسلسل سوسن الجمني، يعود لمدينة عراقية كانت معقلاً للمقاتلين المناهضين للغزو الأميركي للعراق عام 2003.

ويتناول مسلسل فلّوجة مواضيع العلاقات المتوترة بين الطلاب ومعلميهم وعائلاتهم، بالإضافة إلى موضوع انحرافهم الطلبة خلال فترة المراهقة التي يمرّون بها.

كما وتناول الصعاب التي يواجها المعلّم في التعامل مع الطلبة، حيث بدأت الحلقة الأولى بكتابة مجموعة من الطلبة على سيارة معلمتهم "مرحبا يا فلّوجة" الأمر الذي أثار غضبها.

وتطرق أيضًا إلى ظواهر التجارة وتوزيع المخدرات على التلاميذ بالمدارس التونسية من قِبل منحرفين، وهي ظاهرة متواجدة ولا يمكن إنكارها.

واعتبر بعض التونسيين أن تلفزيون "الحوار التونسي" قد سلك طريقًا مثيرًا للغضب والجدل خلال السنوات الأخيرة، من خلال إنتاجه وبثّه مواضيع حساسة بالمجتمع التونسي بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك.

وأثار تلفزيون "الحوار التونسي" جدلا واسعا حول المسلسلات التي أنتجها وبثها خلال شهر رمضان في السنوات الأخيرة، بسبب طرحه مواضيع حساسة في المجتمع التونسي.

من جانبها، طالبت الجامعة العامة للتعليم الثانوي في تونس، لفتح تحقيق لكشف حقيقة منح وزارة التربية تراخيص لتصوير مسلسل تعدى حرمة المدرسة وشوّه سمعتها وصورة تلاميذها.

وكان كاتب عام تونسي يدعى الأسعد اليعوقبي، قد أثار الجدل في وقت سابق، عقب تصريحٍ له نشره على صحفته الرسمي لمنصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، أكد من خلاله على أن "وزارة التربية التونسية وقّعت عقدًا مع صاحب قناة الحوار التونسية وسمحت له بتصوير مسلسل فلّوجة مقابل التبرع ببعض أثاث التصوير للمعهد".